قضية رأي عام

مصرع 194 خلال 24 ساعة جراء أمطار غزيرة في شمال باكستان

الجمعة 15 أغسطس 2025 08:34 مـ 20 صفر 1447 هـ

ضربت أمطار موسمية غزيرة مناطق شمال باكستان خلال الساعات 24 الماضية، مخلفة دمارًا واسعًا ومأساة إنسانية أودت بحياة 194 شخصًا، وفقًا لما أعلنته هيئة إدارة الكوارث، يوم الجمعة.

وتوزعت الخسائر البشرية بشكل رئيسي في ولاية خيبر بختونخوا الجبلية، حيث سجلت 180 حالة وفاة، بينما لقي 9 أشخاص مصرعهم في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، و5 آخرون في منطقة جلجت بلتستان الشمالية. وأرجعت الهيئة غالبية الوفيات إلى الفيضانات المفاجئة وانهيارات المنازل.

موسم أمطار غير معتاد

وصرّح سيد محمد طيب شاه، ممثل هيئة إدارة الكوارث الوطنية، بأن موسم الأمطار هذا العام بدأ أبكر من المعتاد، متوقعًا أن تشتد حدته خلال النصف الثاني من أغسطس، وتحديدًا بين 16 و30 من الشهر، مشيرًا إلى أن البلاد مقبلة على فترة حرجة من حيث الكوارث الطبيعية.

في هذا السياق، أعلنت الحكومة الإقليمية أن مناطق بونر وباجور ومانسهرا وباتاغرام في خيبر بختونخوا، والتي تعرضت لأضرار جسيمة، أصبحت رسميًا مناطق منكوبة

تحذيرات رسمية ومناشدات للسكان

أصدرت دائرة الأرصاد الجوية الباكستانية تحذيرات من استمرار تساقط الأمطار الغزيرة، لا سيما في المناطق الشمالية الغربية، وناشدت المواطنين بتجنّب التنقل أو التواجد في المناطق المعرضة للخطر.

خسائر في صفوف فرق الإنقاذ

وفي حادث مأساوي منفصل، تحطمت مروحية إنقاذ كانت متجهة إلى إحدى المناطق المتضررة، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، بينهم طياران، بحسب رئيس وزراء خيبر بختونخوا علي أمين غندابور.

تداعيات الأمطار الموسمية مستمرة

منذ بداية موسم الأمطار الموسمية الصيفية في يونيو، الذي يُعد حيويًا للزراعة والأمن الغذائي في جنوب آسيا، سجلت باكستان أكثر من 320 حالة وفاة، نصفهم تقريبًا من الأطفال، وفقًا لبيانات رسمية.

وتراوحت أسباب الوفاة بين الانهيارات الأرضية، الفيضانات المفاجئة، وصعقات كهربائية ناجمة عن تماس المياه مع الشبكات غير المعزولة.

وسجّلت ولاية البنجاب، التي تضم نحو نصف سكان باكستان البالغ عددهم 255 مليون نسمة، زيادة بنسبة 73% في هطول الأمطار خلال شهر يوليو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع حصيلة وفيات تجاوزت عدد ضحايا موسم الأمطار السابق بأكمله.

تغير المناخ في الواجهة

ويؤكد الخبراء أن تغير المناخ يزيد من وتيرة وحدة الظواهر الجوية حول العالم. ففي عام 2022، اجتاحت فيضانات كارثية خلال موسم الأمطار ثلث مساحة البلاد وأودت بحياة نحو 1700 شخص، مما سلّط الضوء مجددًا على هشاشة باكستان أمام الكوارث الطبيعية.