استشارية علاقات: المجتمع تجاهل معاناة الرجل.. وكبت المشاعر يبدأ من ”الرجالة ما بتعيطش”
أكدت د. غادة فكري، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية، أن الوقت قد حان لتسليط الضوء على الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتحمّلها الرجل، والتي غالبًا ما تُغفل في الخطاب العام لصالح مناصرة المرأة.
وأوضحت خلال لقائها مع الإعلامية رندا فكري ببرنامج "الحياة انت وهي" على قناة الحياة، أن هناك اختلالاً في الميزان النفسي داخل العلاقات، ناتج عن تجاهل معاناة الرجل وكبته العاطفي، نتيجة مفاهيم اجتماعية خاطئة تحرمه من التعبير عن ألمه أو ضعفه.
وأضافت أن الرجال غالبًا ما ينشؤون في بيئات تفرض عليهم أن يكونوا "أقوياء دائمًا"، وتُعيد على مسامعهم عبارات مثل "الرجالة ما بتعيطش" و"اجمد"، مما يدفعهم إلى كبت مشاعرهم وتبنّي نمط من الصمت والانسحاب عند التعرض للضغوط، وهو ما قد يُساء فهمه من الطرف الآخر في العلاقة على أنه تهرب أو جفاء، مشيرة إلى أن هذا الكبت لا يظهر فقط في الأفعال، بل يتجذر في الشخصية ويؤدي إلى ما يُعرف بالشخصيات "التجنّبية"، التي تتجنب المواجهة والتعبير نتيجة نشأتها في بيئة تفتقر للأمان.
وشددت فكري على أهمية تعزيز ثقافة الاستماع والتفهم المتبادل بين الطرفين، بعيدًا عن الحكم السريع أو الرغبة في "إصلاح" الطرف الآخر، مؤكدة أن التوازن العاطفي داخل العلاقة لا يبدأ بالنقد أو الحلول الجاهزة، بل بالاحتواء والتقبل أولاً، موضحة أن كثيرًا من الرجال يحتاجون إلى شريكة تمنحهم الإحساس بالأمان والانتماء، لا القسوة أو التقييم المستمر.