إغلاق مدارس الأونروا في القدس... الاحتلال يستهدف التعليم الفلسطيني

من أمام إحدى مدارس الأونروا المغلقة في مدينة القدس المحتلة، أعدت مراسلة القاهرة الإخبارية دانا أبو شمسية تقريرًا سلطت فيه الضوء على إغلاق ست مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في خطوة جديدة ضمن سياسة الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتهويد التعليم ومحاولة فرض سيطرته الكاملة على المناهج والخدمات المقدمة للفلسطينيين.
وجاء في التقرير، أن الاحتلال برر القرار باتهامات تتعلق بما أسماه "التحريض"، غير أن منظمات حقوقية اعتبرت أن هذه الخطوة تأتي في إطار التضييق الممنهج على عمل الأونروا، ومحاولة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال استهداف مؤسساتهم التعليمية والخدمية، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على مستقبل آلاف الطلبة.
ويفتح غياب البدائل التعليمية الفلسطينية الكافية الباب واسعًا أمام محاولات الاحتلال لفرض روايته التاريخية والسياسية، من خلال دفع الطلاب نحو مدارس تابعة لبلدية الاحتلال، تدرّس مناهج محرفة تغيّب التاريخ الفلسطيني وتشوّه الهوية الوطنية، في استهداف مزدوج لا يكتفي بإغلاق المدارس، بل يسعى لإعادة تشكيل وعي الأجيال القادمة بما يخدم مصالح المحتل.
وفي ظل هذه المعطيات، يتحول التعليم في القدس إلى أداة مقاومة. آلاف الطلبة وجدوا أنفسهم بلا مقاعد، بلا كتب، وبلا مستقبل واضح، فيما تبقى المدارس المغلقة شاهدًا على سياسات الاحتلال التي لا تستهدف الأرض فقط، بل الوعي والحلم منذ جذوره.
ورغم كل ذلك، كما قالت المراسلة، يبقى صوت الطالب الفلسطيني أقوى من صوت الرصاصة، ويبقى التعليم في القدس عنوانًا للمقاومة والكرامة.